لدى الكثير من
الاشخاص تعتبر كلمة الدهون كلمة مزعجة وفي بعض الاحيان مقرفة، ولكن في
الواقع تعتبر الدهون من العناصر الغذائية الهامة كما هو الحال بالنسبة
للبروتينات والكربوهيدرات. ومن الفوائد الهامة للدهون:
تعتبر من المصادر المركزة بالطاقة، حيث انها تزودنا بـ 9 كيلوكالوري/ غرام،
بينما تزودنا الكربوهيدرات والبروتينات بـ4 كيلوكالوري/ غرام.
تزودنا الدهون بالاحماض الدهنية الاساسية (والتي لا يستطيع الجسم تكوينها
ويجب ان يتم تناولها عن طريق الغذاء) مثل حمض اللينولينك الذي يلعب دورا
هاما في نمو الاطفال.
الدهون مهمة لصحة الجلد
مهمة لتنظيم مستوى الكوليسترول في الجسم
مهمة لانتاج بعض المركبات الشبيهة بالهرمونات مثل prostglandins والتي تلعب
دورا هاما في تنظيم بعض الانشطة الحيوية في الجسم.
الدهون مصدر هام للفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامين أ و د وهـ و ك،
كما انها مهمة للمساعدة في امتصاص هذه الفيتامينات من الامعاء.
تساعد الدهون الجسم على الاستفادة القصوى من الكربوهيدرات والبروتينات.
يحول الجسم الدهون الى طاقة يستفيد منها، والزائدة عن حاجته يتم خزنها في
الانسجة الدهنية. بعض الدهون موجودة في الدم، والقسم الاكبر يكون مخزونا في
الخلايا الدهنية. هذه التجمعات الدهنية ليست مهمة فقط في خزن الطاقة،
ولكنها مهمة في عزل الجسم والعمل كوسادة داعمة للأعضاء الداخلية وبالتالي
فهي تحافظ على درجة حرارة الجسم وتعمل على امتصاص الصدمات.
تتكون الدهون من ثلاث عناصر اساسية - كما هو الحال ايضا في الكربوهيدرات -
الكربون والهيدروجين والاوكسجين، الا ان الدهون تحتوي على كربون وهيدروجين
اكثر واوكسجين اقل من الكربوهيدرات، وكنتيجة لهذا الاختلاف تزودنا الدهون
بطاقة اكبر (9 كيلوكالوري / غرام من الدهون) من الكربوهيدرات والبروتينات
(4 كيلوكالوري/ غرام من الكربوهيدرات).
ان الجزء الأكبر من الدهون يعطي عند تحلله ثلاث جزيئات من الاحماض الدهنية
وجزيء واحد من الغليسيرول، ولهذا تعرف الدهون بالغليسريدات الثلاثية. تتكون
الدهون من انواع مختلفة من الاحماض الدهنية، وتصنف هذه الاحماض الدهنية
الى ثلاثة اقسام اساسية وهي: احماض دهنية مشبعة و احماض دهنية احادية
اللااشباع واحماض دهنية متعددة اللااشباع، وتصف هذه التصنيفات السابقة عدد
ذرات الهيدروجين الموجودة على سلسلة الاحماض الدهنية.
بشكل عام يمكننا القول بان الدهون المحتوية على نسبة عالية من الاحماض
الدهنية المشبعة تكون جامدة على درجة حرارة الغرفة، بينما تكون الدهون
المحتوية على نسبة عالية من الاحماض الدهنية غير المشبعة تكون سائلة على
درجة حرارة الغرفة وتسمى بالزيوت.
من ناحية تقنيةلا يعتبر الكولسترول من دهون، ولكن يعتبر بأنه شبيه
بالدهون.، وهو عبارة عن مركبات مهمة لجسم الكائن الحي حيث انه موجود في
جدران جميع الخلايا، كما انه مهم لانتاج العصارة الصفراوية.
ولكن، ما علاقة الدهون والكولسترول بأمراض القلب التاجية؟
لقد اصبح واضحا بما لا يدع مجالا للشك بأن زيادة كمية الدهون في الوجبات
الغذائية المتناولة تعتبر عاملا مهما يؤثر في حدوث و تطور الامراض المزمنة.
وتشير الدراسات الى ان الاحماض الدهنية المشبعة تلعب دورا مهما في رفع
مستوى الكولسترول في الدم، مما يشكل خطرا يتمثل في الاصابة بامراض القلب
التاجية. ان زيادة كمية الكولسترول في الدم تؤدي الى تراكمه على جدران
الاوعية الدموية، ومع مرور الزمن يحدث تضيق للاوعية الدموية ينتج عنه تصلب
الشرايين والذي يؤدي الى نقص في كمية الدم المتدفقة عبر الاوعية الدموية
ان الغذاء يعتبر احد العوامل المؤدية الى ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم،
ويعتقد العديد من الخبراء ان اثر الغذاء على ارتفاع مستوى الكوليسترول في
الدم معقد، ويتجاوز مجرد محتوى الاغذية من الكوليسترول والاحماض الدهنية.
ومن خلال التجارب السريرية تم اعتبار العوامل التالية كمتغيرات يمكنها ان
تؤثر على اثر الحميات الغذائية على مستوى الكولسترول في الدم:
العادات الغذائية
درحة الاستجابة للحميات
مستوى الكوليسترول
مكونات الوجبة الغذائية
وتلعب الوراثة لدى بعض الاشخاص دورا اكبر في التأثير على مستوى الكولسترول
في الدم من الوجبات الغذائية المتناولة، بمعنى انه بغض النظرعن كمية الدهون
والكولسترول الموجودة في الوجبات الغذائية المتناولة، فان اجسامهم ستنتج
كميات عالية من الكولسترول يمكنها ان تتسبب في حدوث النوبات القلبية. وقد
يستطيع العلماء في يوم من الايام تحديد الجين المسؤول عن انتاج الكولسترول
بكميات كبيرة لدى هؤلاء الاشخاص.
ومن العوامل الاخرى التي تؤثر في مستوى الكولسترول في الدم والخارجة عن
السيطرة ايضا:
العمر
السلالة
والجنس
ومع ذلك يوجد الكثير من العومل التي نستطيع السيطرة عليها للتقليل من مستوى
الكولسترول في الدم وللحماية من الكثير من امراض القلب مثل:
عدم تدخين السجائر
السيطرة على ارتفاع ضغط الدم
المحافظة على الوزن المناسب
المداومة على ممارسة بعض النشاطات الرياضية
السيطرة على الضغوطات العصبية
وللمصابين بالسكري، السيطرة على مستوى السكر في الدم مهمة جدا
يتنقل الكولسترول في الدم عن طريق مركبات تسمى البروتينات الدهنية (تتكون
من بروتين ودهون) وهذه المركبات مهمة جدا حيث ان مستوى الكولسترول الكلي في
الدم يعكس مستوى ثلاثة انواع من البروتينات الدهنية هي : البروتينات
الدهنية المنخفضة جدا بالكثافة، البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة وهذا
النوع يرتبط بمعظم الكولسترول الموجود في الدم، واخيرا البروتينات الدهنية
عالية الكثافة. واقد اصبح واضحا ان البروتينات منخفضة الكثافة هي المسؤولة
عن ترسب الكولسترول على جدران الاوعية الدموية.
وعلى العكس من البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، تعتبر البروتينات
الدهنية عالية الكثافة مفيدة جدا، حيث تدل الدراسات الى انه كلما زادت كمية
هذا النوع من البروتينات في الدم كلما قلت فرص الاصابة بامراض القلب
التاجية. وتعمل البروتينات الدهنية عالية الكثافة على نقل الكولسترول من
الدم الى الكبد حيث يتم هناك تحطيم الكولسترول واخراجه مع العصارة التي
تفرزها المرارة.
ويعتبر تركيز البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، هي المعبر الاساسي عن
تركيز الكولسترول الفعلي، ولكن بما ان معظم الكولسترول الموجود في الدم
مرتبط مع البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، يمكننا ان نعتبر ان التركيز
الكلي للكولسترول، معبر عن التركيز الفعلي للكولسترول.
ويتراوح التركيز الطبيعي للكولسترول في الدم من 150 الى 200 ملغم لكل 100
ملليلتر، ومع تقدم السن فانه قد يرتفع الى 300 ملغم او اكثر، ويمكن القول
انه اذا تجاوز مستوى الكولسترول 225 ملغم فان الفرصة للاصابة بامراض القلب
سوف تزداد.
وكعلاج لارتفاع مستوى الكولسترول في الدم، ينصح الخبراء الى اللجوء الى
الحميات الغذائية والمصممة لتقليل تناول الدهون المشبعة والكولسترول
بالاضافة الى تخفيض الوزن لمن يعانون من الوزن الزائد.
ويقترح في بداية تنفيذ برنامج الحمية الغذائية ان لا تتجاوز كمية الدهون
اكثر من 30% من الطاقة الكلية، وان لا تتجاوز الدهون المشبعة اكثر من 10 %
من الطاقة الكلية، وان لا يتجاوز الكولسترول 300 ملغم في اليوم.
اذا لم ينجح البرنامج السابق خلال ستة اشهر في تخفيض مستوى الكولسترول في
الدم، يتم تخفيض الدهون بمقدار اكبر، والدهون المشبعة الى 7% من الطاقة
الكلية والكولسترول الى 200 ملغم او اقل يوميا. واذا لم ينخفض مستوى
الكولسترول بالحمية الغذائية، يتم العلاج بالادوية بالاضافة الى الاستمرار
بالحمية الغذائية.
مصادر الدهون والكولسترول:
تعتبر المنتجات الغذائية من مصدر حيواني مثل اللحوم الحمراء والدجاج و
السمك و الحليب ومنتجاته و البيض هي المصدر الاساسي للدهون (58 % من الدهون
الكلية المتناولة) والدهون المشبعة (75 % من الدهون المشبعة المتناولة).
وفي هذه الايام ازداد الاعتماد على الزيوت النباتية مثل زيت فول الصويا
وزيت دوار الشمس .....
وبالاضافة الى المصادر السابقة هناك المايونيز، الزبدة، السمنة، الاجبان،
الفطائر والمعجنات، وبعض انواع الصلصات.
اما بالنسبة لمصادر الكولسترول، فهو موجود في جميع الاطعمة الحيوانية،
ويكون موجودا بكميات كبيرة في الاعضاء الداخلية للحيوانات وفي صفار البيض
.
دور الخضروات
والفواكه في الوقاية من امراض السرطان
.
عرف استخدام بعض
اصناف الخضروات والفواكه في معالجة الأمراض عبر التاريخ، حيث كان يعتقد أن
لها دورا في معالجة هذه الأمراض والوقاية منها، ابتداء بالصداع وانتهاء
بأمراض القلب والشرايين. وفي الطب الحديث استخدمت هذه الأصناف في العديد من
الوصفات الطبية. ومع تطور العلم، وتطور البحوث المتعلقة بأمراض السرطان،
فقد وجد ان 70% من حالات الاصابة بأنواع السرطان المختلفة تعزى بشكل رئيسي
الى الغذاء الذي يتناوله الانسان في حياته اليومية، وقد وضعت العديد من
الفرضيات العلمية التي تهدف الى ايجاد العلاقة ما بين تناول بعض الأغذية
وظهور أنواع من السرطان، ومن الامثلة على العلاقة مابين تناول كميات كبيرة
من الأغذية الغنية بالدهون وسرطان الثدي والقولون، والعلاقة ما بين الافراط
في تناول الكحول والسرطان الذي يصيب كلا من الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي
والثدي والكبد، وأخيرا مابين الاستهلاك الضئيل للألياف الغذائية وسرطان
القولون. ولعل من أقوى الفرضيات التي وضعت لايجاد العلاقة ما بين الغذاء
والسرطان هي الفرضية المتعلقة بالاستهلاك اليومي للخضروات والفواكه
الطازجة، وهي الفرضية التي حازت على اكبر قدر من البحث والتأييد العلمي،
وقد أظهرت الدراسات التي أجريت عليها نتائج واضحة وملموسة أكثر من أي فرضية
أخرى. ومن خلال هذا المقال سأحاول أن ألقي الضوء على بعض الجوانب المتعلقة
بهذه العلاقة مبرزا أهمية هذه الأغذية في الوقاية من الاصابة بأمراض
السرطان.
قام الباحثون في مجال السرطان باجراء العديد من الدراسات العلمية والتي تصل
في مجموعها الى مائتين وستة دراسة وبائية استقصائية على البشر واثنتين
وعشرين دراسة علمية على الحيوانات، وأظهرت معظم هذه الدراسات وجود العلاقة
العكسية المباشرة ما بين استهلاك الخضروات والفواكه والاصابة بأمراض
السرطان في مواقع الجسم المختلفة، حتى غدت هذه العلاقة حقيقة علمية مقررة،
خاصة في أنواع السرطان التي تصيب كلا من المعدة والمريء والرئة وتجويف الفم
والبلعوم وبطانة الرحم والبنكرياس والقولون.
وفيما يلي استعراض لأهم أنواع السرطان التي يرتبط منعها بزيادة الاستهلاك
من الخضروات والفواكه:
1- سرطان المعدة: أظهرت جميع الدراسات المقارنة أن استهلاك الخضروات
الطازجة والورقية بشكل متكرر يرتبط ارتباطا مباشرا بمنع الاصابة بسرطان
المعدة (وهو النوع الأكثر انتشارا في العالم)، وبدرجة أقل، فقد وجد أن
تناول الحمضيات ثم الزنبقيات (الثوم والبصل والكراث) يساعد على التقليل من
الاصابة بالسرطان.
2- سرطان القولون: أظهرت معظم الدراسات أن الخضروات بشكل عام (الطازجة وغير
الطازجة والورقية) تساعد على التقليل من اصابة الانسان بسرطان القولون،
ذلك أنها تزيد من سرعة مرور فضلات الأغذية المهضومة من خلال الأمعاء وتقلل
من الضغط الذي تولده هذه الفضلات على جدر الأمعاء الغليظة، وهذا بدوره يقلل
من فرصة تكون جيوب الأمعاء (وهو ما يعرف بداء الأمعاء الردبي) ويقلل كذلك
من فرصة الاصابة بسرطان القولون.
3- سرطان المريء: بينت جميع الدراسات العلمية التي استخدمت الخضروات بشكل
عام، والورقية منها والبندورة بشكل خاص، بالاضافة الى الحمضيات، ان
الاستهلاك المنتظم لهذه الأطعمة يساعد على منع حصول السرطان في تلك المنطقة
من الجسم، وأظهرت أن خضروات الفصيلة الزنبقية ليس لها اي دور في منع هذا
النوع منن السرطان.
4- سرطان الرئة: يعد سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطان التي تسبب حالات
الوفاة في الولايات المتحدة في كل من الرجال والنساء، وقد بينت نتائج
الدراسات التي اجريت هناك أن تناول الخضروات الورقية والبندورة بشكل خاص
يحد بشكل واضح من فرص التعرض لهذا النوع من السرطان، كما بينت ان الجزر
يساعد-ولكن بدرجة أقل- على الحد من الاصابة به.
ولعل أحد أهم الأسباب التي توضح هذه العلاقة أن المدخنين في الغالب (وهم
يشكلون غالبية المصابين بسرطان الرئة) هم أقل استهلاكا لهذه الأصناف من
الأغذية من سواهم، وذلك بسبب ضعف شهيتهم وقلة اقبالهم على تناول الطعام،
وقد يعزى السبب كذلك الى دور التدخين في تثبيط أو ابطاء مفعول العوامل
المانعة للسرطان والتي تتوافر في مثل هذه الأغذية.
5- سرطان المريء وتجويف الفم والبلعوم: تعد الخضروات الورقية والحمضيات من
أهم الأغذية النباتية التي تقي من الاصابة بهذه الأنواع من السرطان، كما
بينت الدراسات أن الجزر يلعب دورا لا يقل أهمية عن الأغذية سالفة الذكر، بل
ان دوره يفوق دور أي نوع آخر من الخضروات والفواكه في الوقاية من هذا
السرطان.
6- سرطان القولون: تعد نباتات الفصيلة الصليبية مثل الزهرة والملفوف واللفت
والفجل والخردل من أهم الخضروات التي تقي من الاصابة بهذا النوع من
السرطان، كما تساهم الفواكه الحمضية والجزر في التقليل من فرص الاصابة به،
وهي تأتي في المرتبة الثانية بعد نباتات الفصيلة الصليبية في الحد والوقاية
منه.
7- سرطان الثدي: يعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعا عند النساء في
الولايات المتحدة وثاني أكبر مسبب لحالات الوفاة من بين أنواع السرطان
المختلفة. وتشير الدراسات الى أن هناك علاقة عكسية واضحة ما بين استهلاك
الخضروات الورقية والجزر والفواكه، والاصابة بهذا النوع من السرطان.
8- سرطان البنكرياس: أوضحت غالبية الدراسات التي أجريت على المرضى المصابين
بسرطان البنكرياس أن الخضروات والفواكه تسهم وبدرجة كبيرة في الحد من
الاصابة بهذا النوع من السرطان.
9- سرطان غدة البروتستات: يعد هذا النوع من السرطان استثناء من بين انواع
السرطان التي لها علاقة بتناول الخضروات والفواكه، حيث أظهرت جميع الدراسات
العلمية المتعلقة بهذا الشأن أن استهلاك الخضروات والفواكه لم يكن له أي
دور في الحد من تطور هذا المرض.
وباستعراض هذه النتائج يتبين لنا أن الخضروات الطازجة والورقية منها بشكل
خاص تعد من أكثر أنواع الأغذية النباتية ذات التأثير الواقي من الاصابة
بأنواع السرطان المختلفة، فقد أظهرت 85% من الدراسات التي أجريت في هذا
المجال (وعددها 194 دراسة) أن لها تأثيرا مباشرا في الوقاية من الاصابة
بالسرطان في مواقع الجسم المختلفة. وتأتي نباتات الفصيلة الزنبقية في
المرتبة الثانية والجزر في المرتبة الثالثة فنباتات الفصيلة الصليبية رابعا
وأخيرا الفواكه وخاصة الحمضيات في المرتبة الخامسة.
ولكن الى اي مدى يمكن للخضروات والفواكه أن تحد من الاصابة بأمراض السرطان؟
وهل يعني التناول اليومي والمنتظم للخضروات والفواكه الطازجة منع تطور
وحدوث أمراض السرطان بشكل مطلق؟؟ والجواب هو أن الخضروات والفواكه لا تمنع
تماما من ظهور وتطور هذه الأمراض، لكنها في الحقيقة تقلل من فرصة الاصابة
بالمرض بمقدار النصف أو أكثر قليلا، وهذا الدور يبقى دورا هاما وحيويا حتى
ولو توقف عند هذا الحد. وقد يتبادر الى الذهن سؤال آخر وهو: كيف تقوم
الخضروات والفواكه بمنع الاصابة بالسرطان؟ وما هي المكونات التي تساعد على
القيام بهذا الدور؟.
والجواب أن التأثير الوقائي للخضروات والفواكه يعزى اساسا الى احتوائها على
مجموعة من المركبات الكيميائية التي تتوافر فيها بكميات تكفي للحد من تطور
ونمو الخلايا السرطانية، حيث تمتاز كل مجموعة من أصناف الخضروات والفواكه
باحتوائها على مركبات معينة تعطيها القدرة على منع السرطان، ومن الامثلة
على ذلك:
نباتات الفصيلة الصليبية: وتمتاز باحتوائها على كميات كبيرة من مركبات تدعى
الدايثيول ثيونات والأيثوثيوسيانات، وهي مركبات عضوية كبريتية تعمل على
زيادة فعالية الأنزيمات المحطمة للمواد المسرطنة والمركبات الغريبة الوافدة
الى الجسم، كما تشتمل على مركبات اندول -3- كاربونيل، والتي تؤثر على
استقلاب وأيض الاستروجين لدى الانسان، بحيث ينتج عن ذلك انتاج مركبات تحمي
من الاصابة بأنواع السرطان المرتبطة بالاستروجين مثل سرطان الثدي وبطانة
الرحم لدى النساء.
نباتات الفصيلة الزنبقية: تمتاز باحتوائها على مركبات كبريتية مثل
الدايأليل سلفايد والأليل ميثيل ترايسلفايد، وهي مركبات تعمل على زيادة
فعالية وتنشيط الأنزيمات المحطمة للسموم والمواد المسرطنة، ولها تأثير مضاد
لأنواع البكتيريا التي تساعد على انتاج المواد المسرطنة، وذلك من خلال منع
التحويل البكتيري للنيترات الى نيتريت في المعدة ومن ثم التقليل من كمية
النيتريت اللازمة للتفاعل مع المركبات الأمينية الثانوية الضرورية لانتاج
مركبات النيتروزو أمينات، اذ يعتقد أن لها تأثيرا مسرطنا بالأخص على
المعدة.
الحمضيات: تتميز الحمضيات باحتوائها على كميات كبيرة من حامض الاسكوربيك
(فيتامين ج) والذي يحمي جدر الخلايا والمادة الوراثية فيها من عمليات
التأكسد الضارة، نظرا لطبيعة الحامض التي تؤهله للعمل كمانع للتأكسد. كما
يعتقد أن لفيتامين "ج" دورا في منع الاصابة بالسرطان من خلال قدرته على ربط
وتقليل النيتريت ومن ثم التقليل من فرصة تكون النيتروز أمينات المسرطنة
كذلك فان الحمضيات تحتوي على مركبات الكومارين والليمونين، والتي تعمل على
تنشيط أنزيمات الجلوتاثيون ترانسفيريز المحطمة للمركبات المسرطنة.
الخضروات الورقية: تحتوي على مركبات الليوتين، وهي مركبات كاروتينية تعمل
كمانعة للتأكسد ولها القدرة على ربط الجذور الحرة التي تتسبب في النموات
السرطانية، وتعد الخضروات الورقية مصادر غنية بحامض الفوليك، وهو فيتامين
ضروري لتصنيع الأحماض النووية والمادة الوراثية في الخلية، حيث يؤدي نقص
هذا الحامض الى تحطيم الكروموسومات في المواقع التي يعتقد أنها محل للنموات
السرطانية.
الخضروات والفواكه الصفراء: مثل الجزر والبطاطا الحلوة والقرع واليقطين
والمانجا والبابايا والشمام، وهي تحتوي على كميات وافرة من مادة البيتا-
كاروتين التي تعمل كمضادات للتأكسد وعلى حماية الخلايا من التأثير الضار
الذي تحدثه الجذور الحرة، كم أن قابلية البيتا- كاروتين للتحول الى فيتامين
"أ" أكسبها قدرة اضافية على الحد من النمو السرطاني، لما يقوم به فيتامين
"أ" من دور في عمليات الانقسام والتمايز للخلايا الطلائية (الابثيلية)، ذلك
ان الخلايا السرطانية تتميز باضطراب في هذه الانقسامات واختلالها.
وبالاضافة الى ذلك فان الخضروات الصفراء تحتوي على كميات من ألفا-كاروتين
والتي تقوم بدور مماثل للبيتا-كاروتين ولكن بكفاءة أقل.
ولا يقتصر تأثير الخضروات والفواكه المضاد للسرطان على احتوائها للمركبات
السالفة الذكر، بل ان هنالك مجموعة من المركبات والعناصر الكيميائية التي
تقوم بهذا التأثير المضاد، وهي تتوزع على أنواع شتى من الخضروات والفواكه
دون أن تنحصر في نوع واحد منها، ومثال ذلك:
السيلينيوم: وهو عنصر معدني أساسي للجسم يحتاجه بكميات قليلة جدا (100
ميكروغرام/ يوم)، ويتواجد في الخضروات والفواكه بكميات قليلة (أقل من 0,1
ميكروغرام / غرام)، ويتباين محتوى الأغذية النباتية عموما من هذا العنصر
تبعا لمحتوى التربة منه. وتبرز أهمية السيلينيوم في الوقاية من أمراض
السرطان خلال الدور الذي يقوم به كمرافق للانزيم " جلوتاثيون بيروكسيداز"
والذي يعد أحد وسائل الدفاع لدى الجسم اذ يحمي جدار الخلايا الحية من تأثير
الجذور الحرة المؤكسدة وهي من أهم مسببات النمو السرطاني، ويعزى التأثير
المضاد للسرطان الى قدرة هذا العنصر على التأثير في أيض المواد المسرطنة
ومن ثم منع تفاقم خطرها. ولعل طبيعة العلاقة التعاونية بين عنصر السيلينيوم
وفيتامين "ه" (التوكوفيرول) تسهم في ايضاح وتفسير التأثير الحيوي
للسيلينيوم، اذ يعمل فيتامين "ه" على حماية الأحماض الدهنية عديدة
اللااشباع الموجودة في جدر الخلايا الحية من عمليات الأكسدة، كما يعتقد أن
للتوكوفيرولات دور في التقليل من تكون مركبات النيتروزوأمينات التي تسبب
سرطان المعدة.
الفلافونويدات: وهي مركبات عديدة الفينولات وتعمل على منع تأكسد الخلايا
الحية، وهي تتوافر بكميات جيدة في الخضروات والفواكه، وبخاصة أوراق الشاي
وتعمل هذه المركبات على طرد المواد المسرطنة من داخل الخلايا وتحطيمها ومن
ثم حماية هذه الخلايا من خطر السرطان.
الألياف الغذائية: تعد الخضروات والفواكه والبقوليات من أهم مصادر الألياف
الغذائية، والتي يعتقد أن لها دورا هاما في الوقاية من سرطان القولون، اذ
تعمل الألياف الغذائية على زيادة حجم البراز وتسريع مرور الفضلات الغذائية
من الأمعاء وتقليل فترة مكوثها فيها ومن ثم التقليل من فرصة التفاعل مابين
المواد المسرطنة والخلايا الطلائية المبطنة لجدر الأمعاء. ويعتقد كذلك أن
هذه الألياف ترتبط بالمواد المسرطنة وأحماض الصفراء وتسهل طرحها خارج الجسم
فضلا عن ذلك فان لبعض الألياف الغذائية قابلية التخمر في القولون بفعل بعض
أنواع البكتيريا منتجة بذلك احماضا دهنية قصيرة السلسلة مثل حامض
البيوتريك، والذي يعتقد أن له تأثيرا مضادا للسرطان من خلال زيادة حموضة
القولون ومن ثم تقليل فرص تكون بعض المواد المسرطنة.
ان أهمية الخضروات والفواكه لا تنبع من مجرد كونها عوامل مساعدة على
الوقاية من الاصابة بأمراض السرطان، بل ان هناك مجموعة من الفوائد الصحية
المثبتة علميا والتي يجنيها الانسان من تناول هذه الأغذية. فالألياف
الغذائية الموجودة في الخضروات والفواكه تساعد على تنظيم سكر الدم لدى
المرضى المصابين بالسكري، كما تساعد على خفض كوليسترول الدم المرتفع وتمنع
حدوث داء الأمعاء الردبي، كما أن المواد المانعة للتأكسد التي تحتويها
الخضروات والفواكه، مثل فيتامين ج وفيتامين ه والكاروتينات وغيرها، تساعد
على تنظيم ومنع ارتفاع ضغط الدم وتنظيم عمل عضلة القلب، ومن ثم الحد من خطر
الاصابة بأمراض القلب والشرايين.
وأخيرا فان المحتوى المنخفض من الدهون والطاقة في الخضروات والفواكه يساعد
على التقليل من خطر السمنة كما يساعد المصابين بها على التخفيف من حدتها.
وعلى الرغم من كل الفوائد الصحية التي يجنيها الانسان من تناول الخضروات
والفواكه الا أن الافراط في تناولها يعد مصدرا للكثير من المشاكل التغذوية
مثل نقص البروتين والطاقة ونقص بعض العناصر المعدنية كالحديد، اذ أنه لا بد
من الحكمة والحذر في تناولها لتجنب بعض المضار والمشاكل الصحية التي قد
تترتب على تناولها، ذلك أن تناول الخضروات والفواكه يعد من أهم وسائل
التسمم بالمبيدات الزراعية، والتي يعتقد أن ثلثيها يحتوي على مواد سامة
ومسرطنة، الأمر الذي يوجب على المستهلك الحرص على غسلها جيدا قبل الأكل.
ومن بين المشكلات التي قد تترتب على الاستعمال غير الصحي للخضروات والفواكه
التسمم بالأفلاتكوسينات، اذ تنتج هذه السموم الفتاكة بواسطة الأحياء
الدقيقة الموجودة على بعض المحاصيل، والتي تقوم بانتاج هذه السموم في حال
غياب ظروف التخزين الصحية والسليمة.
وتعتبر الخضروات المخللة أحد مصادر الخطر، اذ ثبت علميا أن الزيادة في
استهلاكها يرتبط بزيادة فرص الاصابة بالسرطان، بخلاف ما عليه الحال بالنسبة
للخضروات والفواكه الطازجة. وختاما، فاننا نضع بين يديك بعض النصائح
والارشادات التي تعين على زيادة تناول هذه الأغذية الصحية لتساعد في
الوقاية من أمراض السرطان:
تنويع الخضروات والفواكه التي تتناولها في غذائك اليومي.
اعمل على مضاعفة الحصص المتناولة من الخضروات والفواكه.
تناول الخضروات والفواكه كوجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية.
اشرب عصير الفواكه أو الخضروات الطازجة بدلا من المشروبات الأخرى.
استعمل سلطة الفواكه كحلوى بدلا من الحلويات.
أكثر من تناول وجبات الطعام النباتية، دون الافراط بها على حساب الأغذية
الحيوانية.
تناول المعجنات والمخبوزات التي تحوي الفواكه، مثل فطائر التفاح أو المشمش
أو الموز.
ملاحظة: اعتمدت في هذه المقالة أساسا على المقال العلمي المنشور في مجلة
جمعية التغذية الأمريكية (بتصرف)
كما اتوجه بالشكر الجزيل للأستاذ الدكتور حامد التكروري رئيس قسم التغذية
في الجامعة الأردنية لتفضله بمراجعة المقال من الناحية اللغوية والعلمية
ولملاحظاته القيمة.
الفطور وأهميته
للصحة
.
.
ان الاستيقاظ باكرا
من النوم من الامور الشاقة على النفس وخاصة لاولئك الذين لا يحبون التبكير
في الاستيقاظ ويحاولون تجنب هذه الفترة بكل ما فيها وحتى وجبة الفطور.
ولكن الأمر مؤكد وواضح وضوح الشمس في كبد السماء أن الفطور وجبة مهمة من
الوجبات اليومية والتي يحتاج اليها الناس من كل الفئات العمرية.
وبالرغم من أن الوجبات الثلاثة التقليدية تلعب دورا مهما في تزويد الجسم
بالغذاء الضروري فان علماء التغذية يصنفون الفطور بأنه الوجبة الأهم
والأساس السليم في العادات الغذائية الصحية ويوصون به. وعلى الرغم من هذه
التوصيات فان الملايين في ارجاء المعمورة يتخطون هذه الوجبة الهامة. وعلى
سبيل المثال فان امراة من كل اربعة نساء في الفئة العمرية بين 25-34 سنة
تتجاوز تناول وجبة الفطور بانتظام. وتشير الدراسات الأخرى بأن العادات
الغذائية التي يعتاد عليها المرء في فترة الطفولة هي المرشحة للأستمرار مدى
الحياة. وبهذا فان الأطفال الذين يميلون الى حذف وجبة الفطور فانهم على
الأرجح يستمرون في هذه العادة الغذائية في فترة الرشد.
ولكن تدل الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع الى أنه من الممكن أن يتحول من لا
يتناول الافطار الى شخص يتناول وجبة الأفطار. وقد اظهرت الدراسات أن تناول
الافطار يرتبط بتحسن القدرة على التحمل في أول النهار والقدرة على
الاستيعاب الدراسي أو القيام بالواجب في العمل.
يساعد الافطار على سد النقص في مستويات جلوكوز الدم، وهذا أمر هام حيث أن
الدماغ ذاته ليس لديه احتياطات من الجلوكوز، ويجب تعويض النقص الحاصل من
الجلوكوز في الدماغ بصورة مستمرة.
يقول احد خبراء التغذية في وزارة الزراعة الامريكية: عندما تأخذ بعين
الأعتبار بأنه مضى عليك ثمان الى تسع ساعات على تناول وجبة العشاء، فان من
الواضح أن التزود بالوقود "الغذاء" من خلال الافطار سيجعلك تشعر بالراحة
وتنجز أفضل خلال اليوم. ويقر هذا الباحثون في جامعة علوم الصحة في شيكاغو،
حيث انهم قد فحصوا فيما اذا كان تناول الفطور له تأثيرات مفيدة وايجابية
على مزاج الانسان فترة الظهيرة وعلى ادائه المعرفي، ووجد ان تناول الفطور
يمنع الآثار الضارة لعدم تناول الفطور مثل الاجهاد والتوتر.
ان الدور المؤثر والفاعل للفطور في مساعدة الأطفال على افضل آداء صفي تم
توثيقه قبل أكثر من ثلاثين عاما في جامعة ايوا - كلية الطب. فقد اكتشف
الباحثون أن الاطفال الذين لا يتناولون وجبة الفطور يواجهون مشكلة في
التركيز في المدرسة ويصابون بالأعياء وعدم الانتباه في فترة الظهيرة، وقد
تم ربط هذه المعضلات السلوكية بانخفاض مستوى السكر في الدم والذي لا يتم سد
النقص فيه من خلال وجبة الفطور مما يسمح بالاعياء والاجهاد والتعب والضيق
لأن يحدث. وهذه السلوكيات لها تأثير سلبي على التحصيل العلمي. هذه النتائج
وغيرها ساعدت في التأكيد على النظرية أو الفرضية التي تقول ان الأطفال
الذين يذهبون الى المدرسة وهم جياع لا يمكنهم أن ينجزوا بصورة جيدة.
ولتجنب الاغراء بأن تكون ممن يتخطون وجبة الفطور، اجعل وجبة الافطار من
المواد الغذائية المعدة مسبقا أو التي تحتاج الى وقت قصير لاعدادها.
لا تتخطى وجبة الفطور ان كنت تقوم بالريجيم حيث انه لا يوجد اي دليل على ان
تخطي هذه الوجبة يساعد في انقاص الوزن، فالدراسات تشير الى ان من لا
يتناولون الافطار يعوضون ذلك بأكل كمية أكبر من الطعام على وجبة الغذاء.
الاشخاص تعتبر كلمة الدهون كلمة مزعجة وفي بعض الاحيان مقرفة، ولكن في
الواقع تعتبر الدهون من العناصر الغذائية الهامة كما هو الحال بالنسبة
للبروتينات والكربوهيدرات. ومن الفوائد الهامة للدهون:
تعتبر من المصادر المركزة بالطاقة، حيث انها تزودنا بـ 9 كيلوكالوري/ غرام،
بينما تزودنا الكربوهيدرات والبروتينات بـ4 كيلوكالوري/ غرام.
تزودنا الدهون بالاحماض الدهنية الاساسية (والتي لا يستطيع الجسم تكوينها
ويجب ان يتم تناولها عن طريق الغذاء) مثل حمض اللينولينك الذي يلعب دورا
هاما في نمو الاطفال.
الدهون مهمة لصحة الجلد
مهمة لتنظيم مستوى الكوليسترول في الجسم
مهمة لانتاج بعض المركبات الشبيهة بالهرمونات مثل prostglandins والتي تلعب
دورا هاما في تنظيم بعض الانشطة الحيوية في الجسم.
الدهون مصدر هام للفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامين أ و د وهـ و ك،
كما انها مهمة للمساعدة في امتصاص هذه الفيتامينات من الامعاء.
تساعد الدهون الجسم على الاستفادة القصوى من الكربوهيدرات والبروتينات.
يحول الجسم الدهون الى طاقة يستفيد منها، والزائدة عن حاجته يتم خزنها في
الانسجة الدهنية. بعض الدهون موجودة في الدم، والقسم الاكبر يكون مخزونا في
الخلايا الدهنية. هذه التجمعات الدهنية ليست مهمة فقط في خزن الطاقة،
ولكنها مهمة في عزل الجسم والعمل كوسادة داعمة للأعضاء الداخلية وبالتالي
فهي تحافظ على درجة حرارة الجسم وتعمل على امتصاص الصدمات.
تتكون الدهون من ثلاث عناصر اساسية - كما هو الحال ايضا في الكربوهيدرات -
الكربون والهيدروجين والاوكسجين، الا ان الدهون تحتوي على كربون وهيدروجين
اكثر واوكسجين اقل من الكربوهيدرات، وكنتيجة لهذا الاختلاف تزودنا الدهون
بطاقة اكبر (9 كيلوكالوري / غرام من الدهون) من الكربوهيدرات والبروتينات
(4 كيلوكالوري/ غرام من الكربوهيدرات).
ان الجزء الأكبر من الدهون يعطي عند تحلله ثلاث جزيئات من الاحماض الدهنية
وجزيء واحد من الغليسيرول، ولهذا تعرف الدهون بالغليسريدات الثلاثية. تتكون
الدهون من انواع مختلفة من الاحماض الدهنية، وتصنف هذه الاحماض الدهنية
الى ثلاثة اقسام اساسية وهي: احماض دهنية مشبعة و احماض دهنية احادية
اللااشباع واحماض دهنية متعددة اللااشباع، وتصف هذه التصنيفات السابقة عدد
ذرات الهيدروجين الموجودة على سلسلة الاحماض الدهنية.
بشكل عام يمكننا القول بان الدهون المحتوية على نسبة عالية من الاحماض
الدهنية المشبعة تكون جامدة على درجة حرارة الغرفة، بينما تكون الدهون
المحتوية على نسبة عالية من الاحماض الدهنية غير المشبعة تكون سائلة على
درجة حرارة الغرفة وتسمى بالزيوت.
من ناحية تقنيةلا يعتبر الكولسترول من دهون، ولكن يعتبر بأنه شبيه
بالدهون.، وهو عبارة عن مركبات مهمة لجسم الكائن الحي حيث انه موجود في
جدران جميع الخلايا، كما انه مهم لانتاج العصارة الصفراوية.
ولكن، ما علاقة الدهون والكولسترول بأمراض القلب التاجية؟
لقد اصبح واضحا بما لا يدع مجالا للشك بأن زيادة كمية الدهون في الوجبات
الغذائية المتناولة تعتبر عاملا مهما يؤثر في حدوث و تطور الامراض المزمنة.
وتشير الدراسات الى ان الاحماض الدهنية المشبعة تلعب دورا مهما في رفع
مستوى الكولسترول في الدم، مما يشكل خطرا يتمثل في الاصابة بامراض القلب
التاجية. ان زيادة كمية الكولسترول في الدم تؤدي الى تراكمه على جدران
الاوعية الدموية، ومع مرور الزمن يحدث تضيق للاوعية الدموية ينتج عنه تصلب
الشرايين والذي يؤدي الى نقص في كمية الدم المتدفقة عبر الاوعية الدموية
ان الغذاء يعتبر احد العوامل المؤدية الى ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم،
ويعتقد العديد من الخبراء ان اثر الغذاء على ارتفاع مستوى الكوليسترول في
الدم معقد، ويتجاوز مجرد محتوى الاغذية من الكوليسترول والاحماض الدهنية.
ومن خلال التجارب السريرية تم اعتبار العوامل التالية كمتغيرات يمكنها ان
تؤثر على اثر الحميات الغذائية على مستوى الكولسترول في الدم:
العادات الغذائية
درحة الاستجابة للحميات
مستوى الكوليسترول
مكونات الوجبة الغذائية
وتلعب الوراثة لدى بعض الاشخاص دورا اكبر في التأثير على مستوى الكولسترول
في الدم من الوجبات الغذائية المتناولة، بمعنى انه بغض النظرعن كمية الدهون
والكولسترول الموجودة في الوجبات الغذائية المتناولة، فان اجسامهم ستنتج
كميات عالية من الكولسترول يمكنها ان تتسبب في حدوث النوبات القلبية. وقد
يستطيع العلماء في يوم من الايام تحديد الجين المسؤول عن انتاج الكولسترول
بكميات كبيرة لدى هؤلاء الاشخاص.
ومن العوامل الاخرى التي تؤثر في مستوى الكولسترول في الدم والخارجة عن
السيطرة ايضا:
العمر
السلالة
والجنس
ومع ذلك يوجد الكثير من العومل التي نستطيع السيطرة عليها للتقليل من مستوى
الكولسترول في الدم وللحماية من الكثير من امراض القلب مثل:
عدم تدخين السجائر
السيطرة على ارتفاع ضغط الدم
المحافظة على الوزن المناسب
المداومة على ممارسة بعض النشاطات الرياضية
السيطرة على الضغوطات العصبية
وللمصابين بالسكري، السيطرة على مستوى السكر في الدم مهمة جدا
يتنقل الكولسترول في الدم عن طريق مركبات تسمى البروتينات الدهنية (تتكون
من بروتين ودهون) وهذه المركبات مهمة جدا حيث ان مستوى الكولسترول الكلي في
الدم يعكس مستوى ثلاثة انواع من البروتينات الدهنية هي : البروتينات
الدهنية المنخفضة جدا بالكثافة، البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة وهذا
النوع يرتبط بمعظم الكولسترول الموجود في الدم، واخيرا البروتينات الدهنية
عالية الكثافة. واقد اصبح واضحا ان البروتينات منخفضة الكثافة هي المسؤولة
عن ترسب الكولسترول على جدران الاوعية الدموية.
وعلى العكس من البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، تعتبر البروتينات
الدهنية عالية الكثافة مفيدة جدا، حيث تدل الدراسات الى انه كلما زادت كمية
هذا النوع من البروتينات في الدم كلما قلت فرص الاصابة بامراض القلب
التاجية. وتعمل البروتينات الدهنية عالية الكثافة على نقل الكولسترول من
الدم الى الكبد حيث يتم هناك تحطيم الكولسترول واخراجه مع العصارة التي
تفرزها المرارة.
ويعتبر تركيز البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، هي المعبر الاساسي عن
تركيز الكولسترول الفعلي، ولكن بما ان معظم الكولسترول الموجود في الدم
مرتبط مع البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، يمكننا ان نعتبر ان التركيز
الكلي للكولسترول، معبر عن التركيز الفعلي للكولسترول.
ويتراوح التركيز الطبيعي للكولسترول في الدم من 150 الى 200 ملغم لكل 100
ملليلتر، ومع تقدم السن فانه قد يرتفع الى 300 ملغم او اكثر، ويمكن القول
انه اذا تجاوز مستوى الكولسترول 225 ملغم فان الفرصة للاصابة بامراض القلب
سوف تزداد.
وكعلاج لارتفاع مستوى الكولسترول في الدم، ينصح الخبراء الى اللجوء الى
الحميات الغذائية والمصممة لتقليل تناول الدهون المشبعة والكولسترول
بالاضافة الى تخفيض الوزن لمن يعانون من الوزن الزائد.
ويقترح في بداية تنفيذ برنامج الحمية الغذائية ان لا تتجاوز كمية الدهون
اكثر من 30% من الطاقة الكلية، وان لا تتجاوز الدهون المشبعة اكثر من 10 %
من الطاقة الكلية، وان لا يتجاوز الكولسترول 300 ملغم في اليوم.
اذا لم ينجح البرنامج السابق خلال ستة اشهر في تخفيض مستوى الكولسترول في
الدم، يتم تخفيض الدهون بمقدار اكبر، والدهون المشبعة الى 7% من الطاقة
الكلية والكولسترول الى 200 ملغم او اقل يوميا. واذا لم ينخفض مستوى
الكولسترول بالحمية الغذائية، يتم العلاج بالادوية بالاضافة الى الاستمرار
بالحمية الغذائية.
مصادر الدهون والكولسترول:
تعتبر المنتجات الغذائية من مصدر حيواني مثل اللحوم الحمراء والدجاج و
السمك و الحليب ومنتجاته و البيض هي المصدر الاساسي للدهون (58 % من الدهون
الكلية المتناولة) والدهون المشبعة (75 % من الدهون المشبعة المتناولة).
وفي هذه الايام ازداد الاعتماد على الزيوت النباتية مثل زيت فول الصويا
وزيت دوار الشمس .....
وبالاضافة الى المصادر السابقة هناك المايونيز، الزبدة، السمنة، الاجبان،
الفطائر والمعجنات، وبعض انواع الصلصات.
اما بالنسبة لمصادر الكولسترول، فهو موجود في جميع الاطعمة الحيوانية،
ويكون موجودا بكميات كبيرة في الاعضاء الداخلية للحيوانات وفي صفار البيض
.
دور الخضروات
والفواكه في الوقاية من امراض السرطان
.
عرف استخدام بعض
اصناف الخضروات والفواكه في معالجة الأمراض عبر التاريخ، حيث كان يعتقد أن
لها دورا في معالجة هذه الأمراض والوقاية منها، ابتداء بالصداع وانتهاء
بأمراض القلب والشرايين. وفي الطب الحديث استخدمت هذه الأصناف في العديد من
الوصفات الطبية. ومع تطور العلم، وتطور البحوث المتعلقة بأمراض السرطان،
فقد وجد ان 70% من حالات الاصابة بأنواع السرطان المختلفة تعزى بشكل رئيسي
الى الغذاء الذي يتناوله الانسان في حياته اليومية، وقد وضعت العديد من
الفرضيات العلمية التي تهدف الى ايجاد العلاقة ما بين تناول بعض الأغذية
وظهور أنواع من السرطان، ومن الامثلة على العلاقة مابين تناول كميات كبيرة
من الأغذية الغنية بالدهون وسرطان الثدي والقولون، والعلاقة ما بين الافراط
في تناول الكحول والسرطان الذي يصيب كلا من الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي
والثدي والكبد، وأخيرا مابين الاستهلاك الضئيل للألياف الغذائية وسرطان
القولون. ولعل من أقوى الفرضيات التي وضعت لايجاد العلاقة ما بين الغذاء
والسرطان هي الفرضية المتعلقة بالاستهلاك اليومي للخضروات والفواكه
الطازجة، وهي الفرضية التي حازت على اكبر قدر من البحث والتأييد العلمي،
وقد أظهرت الدراسات التي أجريت عليها نتائج واضحة وملموسة أكثر من أي فرضية
أخرى. ومن خلال هذا المقال سأحاول أن ألقي الضوء على بعض الجوانب المتعلقة
بهذه العلاقة مبرزا أهمية هذه الأغذية في الوقاية من الاصابة بأمراض
السرطان.
قام الباحثون في مجال السرطان باجراء العديد من الدراسات العلمية والتي تصل
في مجموعها الى مائتين وستة دراسة وبائية استقصائية على البشر واثنتين
وعشرين دراسة علمية على الحيوانات، وأظهرت معظم هذه الدراسات وجود العلاقة
العكسية المباشرة ما بين استهلاك الخضروات والفواكه والاصابة بأمراض
السرطان في مواقع الجسم المختلفة، حتى غدت هذه العلاقة حقيقة علمية مقررة،
خاصة في أنواع السرطان التي تصيب كلا من المعدة والمريء والرئة وتجويف الفم
والبلعوم وبطانة الرحم والبنكرياس والقولون.
وفيما يلي استعراض لأهم أنواع السرطان التي يرتبط منعها بزيادة الاستهلاك
من الخضروات والفواكه:
1- سرطان المعدة: أظهرت جميع الدراسات المقارنة أن استهلاك الخضروات
الطازجة والورقية بشكل متكرر يرتبط ارتباطا مباشرا بمنع الاصابة بسرطان
المعدة (وهو النوع الأكثر انتشارا في العالم)، وبدرجة أقل، فقد وجد أن
تناول الحمضيات ثم الزنبقيات (الثوم والبصل والكراث) يساعد على التقليل من
الاصابة بالسرطان.
2- سرطان القولون: أظهرت معظم الدراسات أن الخضروات بشكل عام (الطازجة وغير
الطازجة والورقية) تساعد على التقليل من اصابة الانسان بسرطان القولون،
ذلك أنها تزيد من سرعة مرور فضلات الأغذية المهضومة من خلال الأمعاء وتقلل
من الضغط الذي تولده هذه الفضلات على جدر الأمعاء الغليظة، وهذا بدوره يقلل
من فرصة تكون جيوب الأمعاء (وهو ما يعرف بداء الأمعاء الردبي) ويقلل كذلك
من فرصة الاصابة بسرطان القولون.
3- سرطان المريء: بينت جميع الدراسات العلمية التي استخدمت الخضروات بشكل
عام، والورقية منها والبندورة بشكل خاص، بالاضافة الى الحمضيات، ان
الاستهلاك المنتظم لهذه الأطعمة يساعد على منع حصول السرطان في تلك المنطقة
من الجسم، وأظهرت أن خضروات الفصيلة الزنبقية ليس لها اي دور في منع هذا
النوع منن السرطان.
4- سرطان الرئة: يعد سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطان التي تسبب حالات
الوفاة في الولايات المتحدة في كل من الرجال والنساء، وقد بينت نتائج
الدراسات التي اجريت هناك أن تناول الخضروات الورقية والبندورة بشكل خاص
يحد بشكل واضح من فرص التعرض لهذا النوع من السرطان، كما بينت ان الجزر
يساعد-ولكن بدرجة أقل- على الحد من الاصابة به.
ولعل أحد أهم الأسباب التي توضح هذه العلاقة أن المدخنين في الغالب (وهم
يشكلون غالبية المصابين بسرطان الرئة) هم أقل استهلاكا لهذه الأصناف من
الأغذية من سواهم، وذلك بسبب ضعف شهيتهم وقلة اقبالهم على تناول الطعام،
وقد يعزى السبب كذلك الى دور التدخين في تثبيط أو ابطاء مفعول العوامل
المانعة للسرطان والتي تتوافر في مثل هذه الأغذية.
5- سرطان المريء وتجويف الفم والبلعوم: تعد الخضروات الورقية والحمضيات من
أهم الأغذية النباتية التي تقي من الاصابة بهذه الأنواع من السرطان، كما
بينت الدراسات أن الجزر يلعب دورا لا يقل أهمية عن الأغذية سالفة الذكر، بل
ان دوره يفوق دور أي نوع آخر من الخضروات والفواكه في الوقاية من هذا
السرطان.
6- سرطان القولون: تعد نباتات الفصيلة الصليبية مثل الزهرة والملفوف واللفت
والفجل والخردل من أهم الخضروات التي تقي من الاصابة بهذا النوع من
السرطان، كما تساهم الفواكه الحمضية والجزر في التقليل من فرص الاصابة به،
وهي تأتي في المرتبة الثانية بعد نباتات الفصيلة الصليبية في الحد والوقاية
منه.
7- سرطان الثدي: يعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعا عند النساء في
الولايات المتحدة وثاني أكبر مسبب لحالات الوفاة من بين أنواع السرطان
المختلفة. وتشير الدراسات الى أن هناك علاقة عكسية واضحة ما بين استهلاك
الخضروات الورقية والجزر والفواكه، والاصابة بهذا النوع من السرطان.
8- سرطان البنكرياس: أوضحت غالبية الدراسات التي أجريت على المرضى المصابين
بسرطان البنكرياس أن الخضروات والفواكه تسهم وبدرجة كبيرة في الحد من
الاصابة بهذا النوع من السرطان.
9- سرطان غدة البروتستات: يعد هذا النوع من السرطان استثناء من بين انواع
السرطان التي لها علاقة بتناول الخضروات والفواكه، حيث أظهرت جميع الدراسات
العلمية المتعلقة بهذا الشأن أن استهلاك الخضروات والفواكه لم يكن له أي
دور في الحد من تطور هذا المرض.
وباستعراض هذه النتائج يتبين لنا أن الخضروات الطازجة والورقية منها بشكل
خاص تعد من أكثر أنواع الأغذية النباتية ذات التأثير الواقي من الاصابة
بأنواع السرطان المختلفة، فقد أظهرت 85% من الدراسات التي أجريت في هذا
المجال (وعددها 194 دراسة) أن لها تأثيرا مباشرا في الوقاية من الاصابة
بالسرطان في مواقع الجسم المختلفة. وتأتي نباتات الفصيلة الزنبقية في
المرتبة الثانية والجزر في المرتبة الثالثة فنباتات الفصيلة الصليبية رابعا
وأخيرا الفواكه وخاصة الحمضيات في المرتبة الخامسة.
ولكن الى اي مدى يمكن للخضروات والفواكه أن تحد من الاصابة بأمراض السرطان؟
وهل يعني التناول اليومي والمنتظم للخضروات والفواكه الطازجة منع تطور
وحدوث أمراض السرطان بشكل مطلق؟؟ والجواب هو أن الخضروات والفواكه لا تمنع
تماما من ظهور وتطور هذه الأمراض، لكنها في الحقيقة تقلل من فرصة الاصابة
بالمرض بمقدار النصف أو أكثر قليلا، وهذا الدور يبقى دورا هاما وحيويا حتى
ولو توقف عند هذا الحد. وقد يتبادر الى الذهن سؤال آخر وهو: كيف تقوم
الخضروات والفواكه بمنع الاصابة بالسرطان؟ وما هي المكونات التي تساعد على
القيام بهذا الدور؟.
والجواب أن التأثير الوقائي للخضروات والفواكه يعزى اساسا الى احتوائها على
مجموعة من المركبات الكيميائية التي تتوافر فيها بكميات تكفي للحد من تطور
ونمو الخلايا السرطانية، حيث تمتاز كل مجموعة من أصناف الخضروات والفواكه
باحتوائها على مركبات معينة تعطيها القدرة على منع السرطان، ومن الامثلة
على ذلك:
نباتات الفصيلة الصليبية: وتمتاز باحتوائها على كميات كبيرة من مركبات تدعى
الدايثيول ثيونات والأيثوثيوسيانات، وهي مركبات عضوية كبريتية تعمل على
زيادة فعالية الأنزيمات المحطمة للمواد المسرطنة والمركبات الغريبة الوافدة
الى الجسم، كما تشتمل على مركبات اندول -3- كاربونيل، والتي تؤثر على
استقلاب وأيض الاستروجين لدى الانسان، بحيث ينتج عن ذلك انتاج مركبات تحمي
من الاصابة بأنواع السرطان المرتبطة بالاستروجين مثل سرطان الثدي وبطانة
الرحم لدى النساء.
نباتات الفصيلة الزنبقية: تمتاز باحتوائها على مركبات كبريتية مثل
الدايأليل سلفايد والأليل ميثيل ترايسلفايد، وهي مركبات تعمل على زيادة
فعالية وتنشيط الأنزيمات المحطمة للسموم والمواد المسرطنة، ولها تأثير مضاد
لأنواع البكتيريا التي تساعد على انتاج المواد المسرطنة، وذلك من خلال منع
التحويل البكتيري للنيترات الى نيتريت في المعدة ومن ثم التقليل من كمية
النيتريت اللازمة للتفاعل مع المركبات الأمينية الثانوية الضرورية لانتاج
مركبات النيتروزو أمينات، اذ يعتقد أن لها تأثيرا مسرطنا بالأخص على
المعدة.
الحمضيات: تتميز الحمضيات باحتوائها على كميات كبيرة من حامض الاسكوربيك
(فيتامين ج) والذي يحمي جدر الخلايا والمادة الوراثية فيها من عمليات
التأكسد الضارة، نظرا لطبيعة الحامض التي تؤهله للعمل كمانع للتأكسد. كما
يعتقد أن لفيتامين "ج" دورا في منع الاصابة بالسرطان من خلال قدرته على ربط
وتقليل النيتريت ومن ثم التقليل من فرصة تكون النيتروز أمينات المسرطنة
كذلك فان الحمضيات تحتوي على مركبات الكومارين والليمونين، والتي تعمل على
تنشيط أنزيمات الجلوتاثيون ترانسفيريز المحطمة للمركبات المسرطنة.
الخضروات الورقية: تحتوي على مركبات الليوتين، وهي مركبات كاروتينية تعمل
كمانعة للتأكسد ولها القدرة على ربط الجذور الحرة التي تتسبب في النموات
السرطانية، وتعد الخضروات الورقية مصادر غنية بحامض الفوليك، وهو فيتامين
ضروري لتصنيع الأحماض النووية والمادة الوراثية في الخلية، حيث يؤدي نقص
هذا الحامض الى تحطيم الكروموسومات في المواقع التي يعتقد أنها محل للنموات
السرطانية.
الخضروات والفواكه الصفراء: مثل الجزر والبطاطا الحلوة والقرع واليقطين
والمانجا والبابايا والشمام، وهي تحتوي على كميات وافرة من مادة البيتا-
كاروتين التي تعمل كمضادات للتأكسد وعلى حماية الخلايا من التأثير الضار
الذي تحدثه الجذور الحرة، كم أن قابلية البيتا- كاروتين للتحول الى فيتامين
"أ" أكسبها قدرة اضافية على الحد من النمو السرطاني، لما يقوم به فيتامين
"أ" من دور في عمليات الانقسام والتمايز للخلايا الطلائية (الابثيلية)، ذلك
ان الخلايا السرطانية تتميز باضطراب في هذه الانقسامات واختلالها.
وبالاضافة الى ذلك فان الخضروات الصفراء تحتوي على كميات من ألفا-كاروتين
والتي تقوم بدور مماثل للبيتا-كاروتين ولكن بكفاءة أقل.
ولا يقتصر تأثير الخضروات والفواكه المضاد للسرطان على احتوائها للمركبات
السالفة الذكر، بل ان هنالك مجموعة من المركبات والعناصر الكيميائية التي
تقوم بهذا التأثير المضاد، وهي تتوزع على أنواع شتى من الخضروات والفواكه
دون أن تنحصر في نوع واحد منها، ومثال ذلك:
السيلينيوم: وهو عنصر معدني أساسي للجسم يحتاجه بكميات قليلة جدا (100
ميكروغرام/ يوم)، ويتواجد في الخضروات والفواكه بكميات قليلة (أقل من 0,1
ميكروغرام / غرام)، ويتباين محتوى الأغذية النباتية عموما من هذا العنصر
تبعا لمحتوى التربة منه. وتبرز أهمية السيلينيوم في الوقاية من أمراض
السرطان خلال الدور الذي يقوم به كمرافق للانزيم " جلوتاثيون بيروكسيداز"
والذي يعد أحد وسائل الدفاع لدى الجسم اذ يحمي جدار الخلايا الحية من تأثير
الجذور الحرة المؤكسدة وهي من أهم مسببات النمو السرطاني، ويعزى التأثير
المضاد للسرطان الى قدرة هذا العنصر على التأثير في أيض المواد المسرطنة
ومن ثم منع تفاقم خطرها. ولعل طبيعة العلاقة التعاونية بين عنصر السيلينيوم
وفيتامين "ه" (التوكوفيرول) تسهم في ايضاح وتفسير التأثير الحيوي
للسيلينيوم، اذ يعمل فيتامين "ه" على حماية الأحماض الدهنية عديدة
اللااشباع الموجودة في جدر الخلايا الحية من عمليات الأكسدة، كما يعتقد أن
للتوكوفيرولات دور في التقليل من تكون مركبات النيتروزوأمينات التي تسبب
سرطان المعدة.
الفلافونويدات: وهي مركبات عديدة الفينولات وتعمل على منع تأكسد الخلايا
الحية، وهي تتوافر بكميات جيدة في الخضروات والفواكه، وبخاصة أوراق الشاي
وتعمل هذه المركبات على طرد المواد المسرطنة من داخل الخلايا وتحطيمها ومن
ثم حماية هذه الخلايا من خطر السرطان.
الألياف الغذائية: تعد الخضروات والفواكه والبقوليات من أهم مصادر الألياف
الغذائية، والتي يعتقد أن لها دورا هاما في الوقاية من سرطان القولون، اذ
تعمل الألياف الغذائية على زيادة حجم البراز وتسريع مرور الفضلات الغذائية
من الأمعاء وتقليل فترة مكوثها فيها ومن ثم التقليل من فرصة التفاعل مابين
المواد المسرطنة والخلايا الطلائية المبطنة لجدر الأمعاء. ويعتقد كذلك أن
هذه الألياف ترتبط بالمواد المسرطنة وأحماض الصفراء وتسهل طرحها خارج الجسم
فضلا عن ذلك فان لبعض الألياف الغذائية قابلية التخمر في القولون بفعل بعض
أنواع البكتيريا منتجة بذلك احماضا دهنية قصيرة السلسلة مثل حامض
البيوتريك، والذي يعتقد أن له تأثيرا مضادا للسرطان من خلال زيادة حموضة
القولون ومن ثم تقليل فرص تكون بعض المواد المسرطنة.
ان أهمية الخضروات والفواكه لا تنبع من مجرد كونها عوامل مساعدة على
الوقاية من الاصابة بأمراض السرطان، بل ان هناك مجموعة من الفوائد الصحية
المثبتة علميا والتي يجنيها الانسان من تناول هذه الأغذية. فالألياف
الغذائية الموجودة في الخضروات والفواكه تساعد على تنظيم سكر الدم لدى
المرضى المصابين بالسكري، كما تساعد على خفض كوليسترول الدم المرتفع وتمنع
حدوث داء الأمعاء الردبي، كما أن المواد المانعة للتأكسد التي تحتويها
الخضروات والفواكه، مثل فيتامين ج وفيتامين ه والكاروتينات وغيرها، تساعد
على تنظيم ومنع ارتفاع ضغط الدم وتنظيم عمل عضلة القلب، ومن ثم الحد من خطر
الاصابة بأمراض القلب والشرايين.
وأخيرا فان المحتوى المنخفض من الدهون والطاقة في الخضروات والفواكه يساعد
على التقليل من خطر السمنة كما يساعد المصابين بها على التخفيف من حدتها.
وعلى الرغم من كل الفوائد الصحية التي يجنيها الانسان من تناول الخضروات
والفواكه الا أن الافراط في تناولها يعد مصدرا للكثير من المشاكل التغذوية
مثل نقص البروتين والطاقة ونقص بعض العناصر المعدنية كالحديد، اذ أنه لا بد
من الحكمة والحذر في تناولها لتجنب بعض المضار والمشاكل الصحية التي قد
تترتب على تناولها، ذلك أن تناول الخضروات والفواكه يعد من أهم وسائل
التسمم بالمبيدات الزراعية، والتي يعتقد أن ثلثيها يحتوي على مواد سامة
ومسرطنة، الأمر الذي يوجب على المستهلك الحرص على غسلها جيدا قبل الأكل.
ومن بين المشكلات التي قد تترتب على الاستعمال غير الصحي للخضروات والفواكه
التسمم بالأفلاتكوسينات، اذ تنتج هذه السموم الفتاكة بواسطة الأحياء
الدقيقة الموجودة على بعض المحاصيل، والتي تقوم بانتاج هذه السموم في حال
غياب ظروف التخزين الصحية والسليمة.
وتعتبر الخضروات المخللة أحد مصادر الخطر، اذ ثبت علميا أن الزيادة في
استهلاكها يرتبط بزيادة فرص الاصابة بالسرطان، بخلاف ما عليه الحال بالنسبة
للخضروات والفواكه الطازجة. وختاما، فاننا نضع بين يديك بعض النصائح
والارشادات التي تعين على زيادة تناول هذه الأغذية الصحية لتساعد في
الوقاية من أمراض السرطان:
تنويع الخضروات والفواكه التي تتناولها في غذائك اليومي.
اعمل على مضاعفة الحصص المتناولة من الخضروات والفواكه.
تناول الخضروات والفواكه كوجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية.
اشرب عصير الفواكه أو الخضروات الطازجة بدلا من المشروبات الأخرى.
استعمل سلطة الفواكه كحلوى بدلا من الحلويات.
أكثر من تناول وجبات الطعام النباتية، دون الافراط بها على حساب الأغذية
الحيوانية.
تناول المعجنات والمخبوزات التي تحوي الفواكه، مثل فطائر التفاح أو المشمش
أو الموز.
ملاحظة: اعتمدت في هذه المقالة أساسا على المقال العلمي المنشور في مجلة
جمعية التغذية الأمريكية (بتصرف)
كما اتوجه بالشكر الجزيل للأستاذ الدكتور حامد التكروري رئيس قسم التغذية
في الجامعة الأردنية لتفضله بمراجعة المقال من الناحية اللغوية والعلمية
ولملاحظاته القيمة.
الفطور وأهميته
للصحة
.
.
ان الاستيقاظ باكرا
من النوم من الامور الشاقة على النفس وخاصة لاولئك الذين لا يحبون التبكير
في الاستيقاظ ويحاولون تجنب هذه الفترة بكل ما فيها وحتى وجبة الفطور.
ولكن الأمر مؤكد وواضح وضوح الشمس في كبد السماء أن الفطور وجبة مهمة من
الوجبات اليومية والتي يحتاج اليها الناس من كل الفئات العمرية.
وبالرغم من أن الوجبات الثلاثة التقليدية تلعب دورا مهما في تزويد الجسم
بالغذاء الضروري فان علماء التغذية يصنفون الفطور بأنه الوجبة الأهم
والأساس السليم في العادات الغذائية الصحية ويوصون به. وعلى الرغم من هذه
التوصيات فان الملايين في ارجاء المعمورة يتخطون هذه الوجبة الهامة. وعلى
سبيل المثال فان امراة من كل اربعة نساء في الفئة العمرية بين 25-34 سنة
تتجاوز تناول وجبة الفطور بانتظام. وتشير الدراسات الأخرى بأن العادات
الغذائية التي يعتاد عليها المرء في فترة الطفولة هي المرشحة للأستمرار مدى
الحياة. وبهذا فان الأطفال الذين يميلون الى حذف وجبة الفطور فانهم على
الأرجح يستمرون في هذه العادة الغذائية في فترة الرشد.
ولكن تدل الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع الى أنه من الممكن أن يتحول من لا
يتناول الافطار الى شخص يتناول وجبة الأفطار. وقد اظهرت الدراسات أن تناول
الافطار يرتبط بتحسن القدرة على التحمل في أول النهار والقدرة على
الاستيعاب الدراسي أو القيام بالواجب في العمل.
يساعد الافطار على سد النقص في مستويات جلوكوز الدم، وهذا أمر هام حيث أن
الدماغ ذاته ليس لديه احتياطات من الجلوكوز، ويجب تعويض النقص الحاصل من
الجلوكوز في الدماغ بصورة مستمرة.
يقول احد خبراء التغذية في وزارة الزراعة الامريكية: عندما تأخذ بعين
الأعتبار بأنه مضى عليك ثمان الى تسع ساعات على تناول وجبة العشاء، فان من
الواضح أن التزود بالوقود "الغذاء" من خلال الافطار سيجعلك تشعر بالراحة
وتنجز أفضل خلال اليوم. ويقر هذا الباحثون في جامعة علوم الصحة في شيكاغو،
حيث انهم قد فحصوا فيما اذا كان تناول الفطور له تأثيرات مفيدة وايجابية
على مزاج الانسان فترة الظهيرة وعلى ادائه المعرفي، ووجد ان تناول الفطور
يمنع الآثار الضارة لعدم تناول الفطور مثل الاجهاد والتوتر.
ان الدور المؤثر والفاعل للفطور في مساعدة الأطفال على افضل آداء صفي تم
توثيقه قبل أكثر من ثلاثين عاما في جامعة ايوا - كلية الطب. فقد اكتشف
الباحثون أن الاطفال الذين لا يتناولون وجبة الفطور يواجهون مشكلة في
التركيز في المدرسة ويصابون بالأعياء وعدم الانتباه في فترة الظهيرة، وقد
تم ربط هذه المعضلات السلوكية بانخفاض مستوى السكر في الدم والذي لا يتم سد
النقص فيه من خلال وجبة الفطور مما يسمح بالاعياء والاجهاد والتعب والضيق
لأن يحدث. وهذه السلوكيات لها تأثير سلبي على التحصيل العلمي. هذه النتائج
وغيرها ساعدت في التأكيد على النظرية أو الفرضية التي تقول ان الأطفال
الذين يذهبون الى المدرسة وهم جياع لا يمكنهم أن ينجزوا بصورة جيدة.
ولتجنب الاغراء بأن تكون ممن يتخطون وجبة الفطور، اجعل وجبة الافطار من
المواد الغذائية المعدة مسبقا أو التي تحتاج الى وقت قصير لاعدادها.
لا تتخطى وجبة الفطور ان كنت تقوم بالريجيم حيث انه لا يوجد اي دليل على ان
تخطي هذه الوجبة يساعد في انقاص الوزن، فالدراسات تشير الى ان من لا
يتناولون الافطار يعوضون ذلك بأكل كمية أكبر من الطعام على وجبة الغذاء.